“إس-400” الروسية تتفوق على “باتريوت” الأمريكية
“إس-400” الروسية تتفوق على “باتريوت” الأمريكية
رغم تأكيد الولايات المتحدة على تحفظها بشأن شراء تركيا والهند لمنظومة الصواريخ الروسية (إس-400)، يعتقد خبيران عسكريان، أن هذه المنظومة هي أفضل نظام دفاع جوي متاح في العالم حاليا، ويؤكدان أن البديل الأمريكي (منظومة باتريوت الصاروخية) لا يضاهي هذا النظام الروسي المُجرّب.
ويقول نائب قائد القوات الجوية الهندية السابق، كابيل كاك، والمدير العام السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية، الجنرال إحسان الحق للأناضول، إن محاولات الولايات المتحدة فرض مصالحها عنوة على الدول ذات السيادة، ستكون لها نتائج عكسية.
وأعربا عن اعتقادهما بأن سلوك الولايات المتحدة في هذا الصدد، يمثل هجومًا على الاستقلال الاستراتيجي لهذه الدول.
وقال إحسان الحق: “وجهة نظري هي أن تركيا والهند ستدافعان عن سيادتهما بحماسة شديدة أثناء عملية اتخاذ القرارات الاستراتيجية، وستجدان صعوبة بالغة في الخضوع لإملاء من الولايات المتحدة بشأن قضية إس-400”.
وأضاف الخبير الباكستاني: “يجب على الإدارة الأمريكية إيجاد حل دبلوماسي لهذه القضية، والاحتفاظ بصلاتها السياسية والعسكرية مع تركيا”.
وحذر مسؤول حكومي أمريكي، الإثنين، من شراء المعدات العسكرية الروسية، وذلك خلال حديثه إلى صحفيين هنود في واشنطن، مستبقا زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايكل بومبيو التي لنيودلهي التي بدأها الأربعاء، ضمن الاستعدادات لترتيب لقاء بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
* تحذير وتشجيع
وقال المسؤول الذي نقلت عنه وسائل إعلام هندية، دون الكشف عن هويته: “فيما يتعلق بـ إس 400، فإننا نحث جميع حلفائنا وشركائنا، بما في ذلك الهند، على التخلي عن التعاملات مع روسيا، حيث يخاطر ذلك بتفعيل (قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات)، وسنشجع الهند في هذا الوقت على النظر في بدائل”.
بدوره، يقول نائب المارشال المتقاعد، كابيل كاك، وهو طيار مقاتل سابق ويشارك في التخطيط الاستراتيجي بالهند، إنه من حيث تتبع ومسح الرادارات والمنطقة التي يمكن تغطيتها، تعد منظومة إس-400 الأفضل في العالم.
وأضاف أن العرض الأمريكي بالتزويد بنظام الدفاع الصاروخي “باتريوت” لا يعد بديلا يلبي المتطلبات الاستراتيجية التي تحتاجها بعض الدول.
وأضاف: “في تقديري، تتفوق إس 400 على أي نظام آخر ، حتى لو كان باتريوت الأمريكي. وبالنسبة لـ إس 400، نحن نعرف بالضبط ما تعنيه. لكننا لسنا متأكدين من منظومة باتريوت الأمريكية”.
وتابع: “لقد تم استخدامها في حرب الخليج وتم تحديثها لاحقًا. ولكن بقدر ما نعلم، فهي ليست متفوقة على إس 400”.
وأردف: “لا أعتقد أن هذه المنظومة ستهم تركيا أو الهند”.
** حقائق جيوسياسية
وقال كابيل كاك، إنه بالنظر إلى الحقائق الجيوسياسية في المنطقة، فإن القوات المسلحة التركية بحاجة إلى شراء أفضل نظام دفاعي.
ووصف الحجة الأمريكية بأن عملية شراء تلك المنظومة ستهدد بكشف أسرار طائرات الجيل الخامس من طراز F-35، بأنه لا أساس لها.
وقال إن تركيا والولايات المتحدة، باعتبارهما حليفتان في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ملتزمتان بالفعل في اتفاقية التوافق والتعاون الأمني (كومكاسا)، التي تؤّمن المعدات العسكرية الأمريكية.
كما أنها تُسّهل التشغيل البيني بين الجيشين وبيع التكنولوجيا المتطورة.
كما وقعت الهند هذا الاتفاق في سبتمبر/أيلول الماضي بعد اختتام اجتماع بين وزيري الخارجية والدفاع في كلا البلدين في نيودلهي.
ومع ذلك، قال المسؤول السابق في سلاح الجو الهندي، إن هناك فرقًا ملحوظًا بين تركيا والهند. وحتى عندما كانت الولايات المتحدة تضغط على كلاهما للتخلي عن الصفقة، قال كاك في النهاية إن نيودلهي قد تنجح في تأمين تنازل أمريكي.
** نهج أصعب
وقال: “إن قراءتي هي أن النهج الأمريكي تجاه تركيا سيكون أصعب بكثير من الهند ، بسبب العوامل الجيوسياسية والإقليمية المختلفة”.
وأضاف: “لقد تم إبلاغنا من جانب معظم المستويات العليا (في الولايات المتحدة) أن الهند ستُعفى. ولن تضطر الهند إلى دفع ثمن العقوبات الاقتصادية إذا مضت قدما في شراء منظومة الصواريخ الروسية. ولكن لا يوجد وضوح حتى الآن”.
وأردف: “قراءتي هي أن الهند تراقب عن كثب نهج أمريكا تجاه تركيا. لكنني أشعر بأنهم (الأمريكيين) سيكونون أكثر سخاء تجاه الهند”.
وكشف أيضًا أنه مثل الحال بالنسبة لتركيا، تقدم الولايات المتحدة بدائل للهند أيضًا.
وقال: “إنهم (الأمريكيون) لم يعرضوا علينا فقط طائرات F-21، وهي طراز محدّث للطائرات F-16، لكنهم أكدوا على إنشاء خط الإنتاج لهذه الطائرة في الهند نفسها. لذلك، يمكن للهند أن تصبح مصدراً لهذه الطائرات”.
ويعد إنشاء خط الإنتاج اقتراحًا جذابًا للهند، نظرًا لوجود 4 آلاف طائرة F-16 وF-21 في العالم.
وحول ما إذا كان النهج الأمريكي سيؤثر على باكستان أيضًا، وهي حليف رئيسي آخر من خارج الناتو، قال الجنرال إحسان الحق إن العلاقة العسكرية بين البلدين فقدت زخمها.
وقال: “لحسن الحظ، أو لسوء الحظ، لم يعط وضع الحليف العسكري من خارج الناتو أي فائدة لباكستان. لقد فقدت العلاقة العسكرية بين باكستان والولايات المتحدة زخمها تدريجياً.
ولا توجد أي عمليات نقل لمعدات عسكرية إلى باكستان، وحتى ترتيبات التدريب العسكري توقفت. وبالتالي، فإن قدرة الولايات المتحدة على فعل أي شيء فيما يتعلق بمشتريات باكستان الدفاعية من روسيا ضئيلة للغاية”.