موجة هواء دافئ غير مسبوقة تضرب غرب تركيا

تشهد المناطق الغربية من تركيا ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، متجاوزة المعدلات الموسمية المعتادة، حيث يعيش السكان أجواء أقرب إلى الصيف في منتصف الشتاء. وتشير التوقعات إلى استمرار هذه الموجة الدافئة لعدة أسابيع، خاصة في المناطق الداخلية والغربية.
اعتبارًا من اليوم، تتأثر البلاد بموجة هواء دافئ ذات منشأ إفريقي، مما يرفع درجات الحرارة في معظم المناطق التركية. وقد حذر خبراء الأرصاد الجوية من التداعيات الصحية لهذه الظاهرة الجوية غير المعتادة.
هواء دافئ ودرجات حرارة قياسية
صرح الدكتور غوفين أوزدمير، أستاذ بجامعة إسطنبول أيدن وخبير الأرصاد الجوية، بأن نظام الضغط الجوي المرتفع القادم من إفريقيا قد اندمج مع ضغط مرتفع فوق بحر قزوين، ما تسبب في تدفق هواء دافئ نحو تركيا.
وأضاف: “نتوقع خلال هذا الأسبوع أن تبقى درجات الحرارة أعلى من المعدلات الموسمية. ستكون درجات الحرارة في منطقة مرمرة بين 6 و16 درجة، وفي منطقة إيجة بين 9 و18 درجة، بينما ستصل إلى 20 درجة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.”
أسبوع بلا أمطار وزيادة مقلقة في الضباب
لا يتوقع خبراء الأرصاد هطول أمطار خلال الأسبوع الحالي، وهو ما ينذر بتدهور جودة الهواء وزيادة الضباب والدخان. وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، حذر الدكتور أوزدمير من أن غياب الأمطار قد يتسبب في تراكم الملوثات الجوية، ما قد يستدعي ارتداء الأقنعة في ساعات الصباح والمساء.
وأشار إلى أن ارتفاع درجات الحرارة مع انعدام الرياح سيحول دون تشتت الملوثات، مما يشكل خطرًا على الصحة العامة.
موجة دفء تعكس تغيرات مناخية ملحوظة
تعتبر التغيرات المناخية من أبرز العوامل التي تؤثر على الأحوال الجوية عالميًا. ومع اقتراب شهر فبراير، باتت موجات الهواء الدافئ بديلاً غير متوقع لتساقط الثلوج والأيام الباردة المعتادة.
حتى الآن، لم تشهد إسطنبول والمدن الكبرى أي تساقط للثلوج، فيما تسجل درجات الحرارة مستويات تفوق المعدلات الطبيعية في منتصف الشتاء.
الأيام الأولى من فبراير بلا أمطار
يتوقع الخبراء أن تمر الأيام العشرة الأولى من شهر فبراير دون أي هطول للأمطار، مما سيزيد من تفاقم مشاكل جودة الهواء. وأوضح الدكتور أوزدمير: “درجات الحرارة التي تتراوح بين 16 و20 درجة مقلقة للغاية وغير معتادة. قد نشهد عودة إلى الأجواء الشتوية الطبيعية بعد 13 فبراير.”
ارتفاع الضغط وتلوث الهواء: مخاطر صحية محتملة
حذر البروفيسور صلاح الدين إنجيجيك من أن ارتفاع الضغط الجوي وانعدام الرياح يؤديان إلى تراكم الملوثات في الهواء، مما يفاقم مشاكل الصحة العامة. وأوضح أن غياب الرياح يمنع تشتت الملوثات، ما يزيد من تركيزها بشكل يتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية.
غياب الأمطار يزيد من خطورة الوضع
تُعد الأمطار عاملًا مهمًا لتنقية الهواء من الجزيئات الضارة، لكن غيابها في شهري ديسمبر ويناير أسهم في تدهور جودة الهواء. وأكد البروفيسور إنجيجيك أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى بقاء الملوثات عالقة لفترة طويلة، ما يشكل تهديدًا للصحة العامة.
المصدر: تركيا عاجل