احتياطي نفطي ضخم يهز تركيا: اكتشاف 6.1 مليار برميل في ديار بكر يفتح أبواب الطاقة لعقود

احتياطي نفطي ضخم يهز تركيا: اكتشاف 6.1 مليار برميل في ديار بكر يفتح أبواب الطاقة لعقود
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن شركة أمريكية اكتشفت احتياطيًا هائلًا من النفط الصخري في ولاية ديار بكر جنوب شرق تركيا، يُقدّر بنحو 6.1 مليار برميل، وهو ما يعادل نحو 30 عامًا من احتياجات تركيا النفطية، ما دفع الخبراء إلى وصف هذا الاكتشاف بالتحول التاريخي في مستقبل الطاقة بالبلاد.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن الدراسات الأولية تشير إلى أن استخراج 10% فقط من هذه الاحتياطيات قد يكفي لتغطية احتياجات تركيا من النفط الخام لمدة ثلاث سنوات كاملة، وهو ما يعد قفزة استراتيجية في مساعي تركيا نحو تقليل الاعتماد على واردات الطاقة.

ويُعرف النفط الصخري بأنه نوع من النفط غير التقليدي المحصور داخل صخور الشيست غير المنفذة، ويستخرج باستخدام تقنيات متقدمة مثل التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي. وبخلاف النفط التقليدي، يتطلب استخراجه استثمارات ضخمة وتقنيات خاصة، غير أن العائدات المتوقعة تجعل هذا النوع من النفط فرصة لا تُعوّض لتعزيز أمن الطاقة في تركيا.

ووفقاً لما نقلته وكالة الأناضول، فإن الدكتور “يونس فرونجو”، عضو هيئة التدريس في جامعة كوجايلي، أوضح أن الولايات المتحدة تُعد الرائدة عالميًا في إنتاج النفط الصخري، حيث تنتج يوميًا أكثر من 8.3 مليون برميل، أي ما يمثل 64% من إجمالي إنتاجها النفطي.

ويُقدّر متوسط استيراد تركيا من النفط الخام سنويًا بحوالي 220 مليون برميل، وهو ما يصل إلى 350 مليون برميل عند احتساب المشتقات النفطية. لذا، فإن استخراج نسبة 10% من احتياطي ديار بكر، أي نحو 610 ملايين برميل، سيكون كافيًا لتغطية استهلاك تركيا لثلاث سنوات على الأقل.

من جهة أخرى، أكد خبراء الطاقة أن استثمار هذا الاحتياطي سيساهم في رفع نسبة الإنتاج المحلي من الطاقة، وبالتالي تقليل الاعتماد على الخارج، ما يُعد مكسبًا اقتصاديًا واستراتيجيًا في آن واحد. كما يُتوقع أن تساهم هذه المشاريع في خلق فرص عمل واسعة وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في جنوب شرق الأناضول.

ورغم التفاؤل الكبير، حذر الخبراء من أن استخراج النفط الصخري لا يخلو من التحديات البيئية، أبرزها استخدام المواد الكيميائية التي قد تؤثر على المياه الجوفية، بالإضافة إلى استهلاك كميات كبيرة من المياه في مناطق تعاني أصلًا من شح الموارد المائية. وقد سعت الولايات المتحدة إلى الحد من هذه الأضرار من خلال سن قوانين وتشريعات تفرض الشفافية والرقابة البيئية المشددة على الشركات المنتجة.

وأشار التقرير إلى أن بعض الولايات الأمريكية، مثل ولاية وايومنغ، ألزمت الشركات بالكشف الكامل عن المواد الكيميائية المستخدمة في التكسير الهيدروليكي، كما فُرض استخدام أنابيب فولاذية مانعة للتسرب وإعادة تدوير سوائل الحفر ضمن معايير حماية البيئة.

ويأتي هذا الاكتشاف في وقت تمر فيه تركيا بمرحلة تحوّل حاسمة في قطاع الطاقة، حيث سبق أن اكتشفت احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، إلى جانب تطوير إنتاج النفط في منطقة جبل غابار. ويُتوقع أن يُعزز احتياطي ديار بكر الجديد من موقع تركيا كلاعب إقليمي في سوق الطاقة العالمية ويُسرّع من تحقيقها لهدف الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة.

المصدر: تركيا عاجل