ارتفاع جديد مرتقب في أسعار البنزين والديزل بتركيا

ارتفاع جديد مرتقب في أسعار البنزين والديزل بتركيا

قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن التوتر العسكري المتصاعد بين إسرائيل وإيران تسبب في زلزال اقتصادي عالمي، إذ شهدت الأسواق تقلبات حادة، وقفزت أسعار النفط والذهب إلى مستويات تاريخية، في حين تراجعت مؤشرات البورصة والعملات الرقمية بشكل كبير، وسط توقعات بارتفاع جديد في أسعار الوقود داخل تركيا خلال الأيام المقبلة.

وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فقد أدى الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف منشآت نووية داخل إيران إلى موجة هلع واسعة في الأسواق المالية العالمية. وشهدت أسعار النفط قفزات سريعة، حيث ارتفع سعر خام برنت بنسبة تجاوزت 7% ليصل إلى 78.50 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ 27 يناير. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.86% ليصل إلى 73.39 دولاراً للبرميل.

وتزامناً مع هذه التطورات، قفز سعر أونصة الذهب بنسبة 1.3% ليبلغ 3430 دولاراً، بينما تجاوز سعر غرام الذهب في السوق التركية 4380 ليرة، مسجلاً أعلى مستوى في تاريخه.

في المقابل، تراجعت بورصة إسطنبول بشكل حاد، حيث انخفض مؤشر BIST 100 بنسبة 3.71% مسجلاً 9167 نقطة. وتراجعت أسهم البنوك بأكثر من 5%، في حين ارتفعت أسهم الصناعات الدفاعية بنسبة تفوق 3% بفعل المخاوف الجيوسياسية. كما تأثرت الأسواق العالمية الأخرى، إذ سجلت مؤشرات العقود الآجلة الأميركية (S&P 500 وNasdaq 100) تراجعاً بنسبة 1.55%، وهبطت البورصات الآسيوية بمتوسط 0.4%.

وفي سوق العملات، ارتفع الدولار أمام معظم العملات العالمية، حيث وصل إلى 143.63 أمام الين الياباني، بينما فقدت الليرة التركية 0.2% من قيمتها لتُتداول عند 39.4324 مقابل الدولار. أما سوق الكريبتو، فقد شهد موجة هبوط، مع تراجع عملات كبرى مثل البيتكوين والإيثيريوم.

تحليلات اقتصادية: تركيا أكثر صلابة

أكد البروفيسور “سيفر شنر”، أستاذ الاقتصاد في جامعة إسطنبول، أن العالم بات يعيش في ظل أزمات جيوسياسية متكررة منذ سنوات، وبيّن أن الرد الإيراني المرتقب سيكون له تأثير حاسم على مستقبل الاقتصاد العالمي. وأوضح أن التصعيد قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز أو المجال الجوي، وهو ما سيرفع أسعار النفط أكثر ويزيد من الضغوط التضخمية.

وقال شنر: “حتى الآن، لم تظهر مؤشرات على تدخل مباشر من الولايات المتحدة، وهذا مهم لتقييم المخاطر. لكن الأسواق المالية بدأت تسعير هذه المخاوف، وقد شاهدنا الذهب يتجاوز 3400 دولاراً، والنفط يقفز بنسبة 12% خلال ساعات فقط. ورغم ذلك، فإن تركيا تُظهر مرونة واضحة في التعامل مع هذه الأزمات”.

خبراء: الأسواق ستتلقى ضربات إضافية

من جهته، وصف الخبير الاقتصادي محمد بيرم التصعيد الإسرائيلي بأنه “تصرف دولة مارقة”، مشيراً إلى أن بعض القوى العالمية تحاول التغطية على أزماتها الداخلية بافتعال أزمات خارجية. وقال إن أسعار الذهب ارتفعت بشكل مفاجئ، حيث سجل غرام الذهب 4350 ليرة، بينما وصل ربع الليرة إلى 7100 ليرة. ولفت إلى أن التوتر في مضيق هرمز يشكل تهديداً حقيقياً، حيث تمر عبره 25% من تجارة النفط العالمية، مما قد يرفع مستويات التضخم بشكل كبير حال إغلاقه.

وأشار بيرم إلى أن البورصة التركية تراجعت من 9600 إلى 9100 نقطة خلال وقت قصير، وأن التوقعات السابقة لأسعار الذهب في نهاية العام تحققت خلال يوم واحد فقط. وختم بالقول: “رغم أن تركيا تُظهر صلابة ملحوظة في السياسة الخارجية، إلا أن تأثيرات التوترات الإقليمية ستنعكس حتماً على أسواق المال وسعر الصرف”.

زيادات جديدة مرتقبة في أسعار الوقود في تركيا

أدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادات مباشرة في أسعار الوقود داخل تركيا. فبعد زيادة قدرها 1.46 ليرة على سعر البنزين، تم اليوم رفع سعر لتر الديزل بمقدار 1.49 ليرة. وتشير التقديرات إلى زيادة جديدة قادمة اعتباراً من 17 يونيو، حيث يُتوقع رفع سعر البنزين بـ1.70 ليرة والديزل بـ1.30 ليرة أخرى.