قرية تركية تتحوّل إلى خلية نحل نسائية في موسم التوت.. مهنة الأمهات تنتقل للأحفاد

قرية تركية تتحوّل إلى خلية نحل نسائية في موسم التوت.. مهنة الأمهات تنتقل للأحفاد
قالت وسائل الإعلام التركية اليوم، إن بلدة كمالية التابعة لولاية أرضروم تحولت إلى مركز إنتاج جماعي للبيستيل (رقائق التوت المجفف)ودبس التوت، في موسم سنوي يشارك فيه الجميع، لكنه يعتمد بشكل أساسي على النساء اللواتي يواجهن مشقة العمل بإصرار وحب.
وبحسب ما ترجم موقع تركيا عاجل، نقلاً عن الإعلام التركي، فإن التوت يُعد من أهم مصادر الرزق في بلدة كمالية، حيث تنتج منها سنوياً أطنان من البيستيل والدبس، إلى جانب التوت المجفف الذي يُستخدم كمؤونة شتوية. وتتم عملية الإنتاج غالبًا بأسلوب “الإيمجه”، أي التعاون الجماعي بين سكان القرية، مما يجعل العمل الشاق أكثر متعة وتناغمًا.
التوت موسمي… والعمل على عاتق النساء
تنمو أشجار التوت في كل زاوية من كمالية تقريباً، وتُعد مصدر دخل رئيسي للكثير من العائلات. ومع قدوم موسم القطاف، تتشارك الأسر في عملية الإنتاج، حيث يساعد الرجال في هزّ الأشجار لجمع التوت، بينما تتحمّل النساء بقية مراحل التصنيع بالكامل، بدءاً من الغلي وصولاً إلى التجفيف.
وفي قرية “أبجأغا”، تتجمّع النساء كل عام لإنتاج البيستيل ودبس التوت في أجواء تراثية، تعتمد على طرق تقليدية متوارثة منذ قرون.

خديجة تشاليشقان تروي تفاصيل المهنة المتوارثة
تقول السيدة خديجة تشاليشقان، وهي من النساء المشاركات في الإنتاج:
“نبدأ بجمع التوت المتساقط على الشباك، ثم نقوم بغليه في قدور ضخمة. بعد ذلك، نخلط عصير التوت المغلي مع شراب مبرد نعدّه مسبقاً، ونضيف إليه الدقيق والنشاء. نغلي الخليط مرة أخرى، ثم نفرغه على أقمشة مخصصة، ونتركه تحت أشعة الشمس ليجف. بعد الجفاف، نقوم بسحب البيستيل عن القماش. هذه الطريقة تقليدية ونستخدمها منذ مئات السنين، وهي طبيعية 100%.”
وأكدت خديجة أن موسم هذا العام كان ناجحًا، وأن الإنتاج وفير ويساهم بشكل واضح في دعم الاقتصاد المحلي للمنطقة، مضيفة أن كمالية تنتج سنويًا كميات ضخمة من البيستيل تُباع في الأسواق المحلية وتُستخدم أيضًا كمخزون منزلي لفصل الشتاء.
المصدر: تركيا عاجل.